بيْن الصين وأوروبا، أيّهم سينتصر ويفيق أوّلا؟ ومن سيكون الأكثر عددا ؟

           " بيْن الصين وأوربا، أيهم سينتصر ويفيق أوّلا؟ ومن سيكون الأكثر عددا؟"

                                           الطاهر زياني

 

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:

فهذا مقال مُقارن بين الصين وحلفائهم، مع الروم الأوربيين وحلفائهم، وحكم موالاتهم، أو التحالف معهم؟ أيهم الأقربُ لنا مودة وحِلفا؟

ومن هو الأسرع إفاقةً بعد المصيبة؟

أيهم سينتصر أخيرا؟ وكيف نتعامل مع كل فريق؟

من سيكون في النهايةِ الأكثرُ عددا؟ الصين أم الروم أم غيرهم؟  

هل ستكون بينهم حرب، وإذا كانت فمتى؟ ومن سيتغلّب فيها؟ ثم هل ستقوم الخلافة؟   

وهل صح الحديثُ بتحالف الروم مع المسلمين، ضد الفرس والصين الشيوعيين؟

وهل صحيح أن شعب الروم سينقرض إلى زوال، وتزول دولتهم؟ بسبب تناقص الزواج وكثرة العجزة حتى سموها بالقارة العجوز؟

أم أنهم سيتكاثرون ويستفيقون، كما سيستفيق المسلمون من غفلتهم؟

وهل صح الحديثُ بأن الروم سيكونون الأكثر عددا في الأخير قرب قيام الساعة، ردا على من ادعى بقرب انقراض نسلهم؟

كلّ هذا وغيره سنجيب عنه بالأدلة في هذا المقال البسيط المتواضع ذي المسائل الخمسة المختصرة فأقول: 

المسألة الأولى: تعريف بالروم والصين:

المسألة الثانية: موقف المسلم من المشرك، وبيان كرههم للمسلمين:

المسألة الثالثة: ذكر الفروق بين المشركين، وأيهم الأقرب لنا، وبيان كيفية التعامل معهم:

المسألة الرابعة: من سينتصر أخيرا، ومن الأجدر بالتحالف:

المسألة الخامسة: من هو الأسرع إفاقة بعد المصيبة، ومن هو الأبقى والأكثر حتى قيام الساعة؟ وبيان أن ذكر محاسن قوم لا يعني الموالاة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسألة الأولى: تعريف بالروم والصين:

الروم هم الجنس الأصفر من ولد روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم، من نسل سام بن نوح، سكنوا أوروبا، ثم استوطنوا أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقية ...، بعد أن أزالوا معظم شعوبها، ويدينون بالنصرانية.

والصين كغيرهم من صغار العيون كلهم من ولد يافث بن نوح، يدينون بالشرك والوثنية والإلحاد، ويقطنون قارة آسيا شرق الأرض.

لكن ما موقفنا منهم؟

المسألة الثانية: موقف المسلم من المشرك، وبيان كرههم للمسلمين:

مع تحليل الله التعاملَ الاقتصاديَّ مع المشركين، والتحالف مع بعضهم، لكن حذر الشارع من التواكل والتوكّل عليهم، والتبعية لهم جميعا، وموالاتهم، بل يجب على المسلمين جميعا الاعتماد على الله أولا، ثم على الأنفس في سبيل توفير المتطلبات، وتطوير الوطن وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات (تركيا نموذجا).

كما يجب على المسلم التبرأ من كل مشرك وبغضه دينيّا حتى ولو كان أقرب قريب كما تبرأ إبراهيم عليه السلام حتى من أبيه مع معاملته بالحسنى، بل إن هذا من شروط الإيمان لقوله تعالى :{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة].

وقوله :{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة  4]

وحذر الشارع من موالاتهم، لأنها تجعل المسلم من ملتهم، فقال تعالى :{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}[المائدة] وورد عنه صلى الله عليه وسلم: «من أحب قوما حُشِرَ مَعَهم».

كما يجب على المسلم تصديقُ الله بِكُرْهِ المشركين وعداوتهم جمبعا لنا، والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} [آل عمران].

المسألة الثالثة: ذكر الفروق بين المشركين، وأيهم الأقرب لنا، وبيان كيفية التعامل معهم:

مِن عدْل الله أن فرّق الله بين المشرك المعادي والمشرك المسالم في المعاملة بالبر والقسط فقال :{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} [الممتحنة]

وهكذا ذكر الرب الصادق العليم بكل شيء: أنّ الأقرب مودةً لنا شرعا وواقعا هم النصارى الروم لا الصين الملحدون المشركون، والأدلة النقلية والعقلية والواقع كلها تدل على ذلك:

أما الواقع فلا يخفى ما يفعله البوذيون من كثرة إبادات وتحريق وقتل للمسلمين، أكثر بكثير مما يفعله النصارى، وإن اشتركوا في الإجرام.

ولا يخفى ما تفعله الصين الملاحدة في الايغور والمسلمين حتى قتلوا ما يفوق 22 مليون مسلم مع منع غيرهم من العبادة، فيم تسمح دول النصارى الروم للمسلمين بأداء العبادات كاملة، حتى أكثر من الحكام المسلمين الآن.

وهكذا أخبر الله العلام بأن النصارى هم الأقرب مودة لنا مع كفرهم، فقال تعالى :{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}[المائدة].

ولا يخفى في طريقة تعامل ملك الروم، وملك الفرس، مع رسائل النبي عليه السلام لهما، فاحترمها ملك الروم، ومزقها ملك الفرس، وسيأتي أن المشركين فرحوا بفوز الفرس المشركين، على نصارى الروم، حتى أنزل الله الآية التي تبشر بانتصار الروم كما سنذكر.

ولا يعني هذا الموالاة، وسيأتي في آخر مسألة البيان بأن ذكر محاسن قوم لا يعني الموالاة:

وأما التعامل الاقتصادي فيصح مع كل مشرك، مع التفريق بين التبعية والتواكل، وبين التوكل على الله والتعامل، وهكذا التفريق بين المشرك الحربي المعادي الذي يقتل المسلمين ويضطهدهم، فهذا يُقاطع ما أمكن على حسب المقدور، وأما المشرك المسالم فلا بأس من التعامل معه مطلقا من غير اعتماد عليه.

المسألة الرابعة: من سينتصر أخيرا، ومن الأجدر بالتحالف:

أخبر النبي عليه السلام بوجود الحكم الراشد بعد مرحلة الحكم الجبري والعلماني، والأدلة على ذلك كثيرة ذكرتها بتمامها في كتابي :" أحداث نهاية العالم، وعلامات المهدي القادم"،

وذكرت فيه أن الأجدر بالتحالف هم الروم لأنهم سينتصرون في الأخير على ملحدي الصين، مهما طالت دولتهم، لأمور:

1/ أثناء حرب الروم النصارى، ضدّ الفرس المشركين، وقف المسلمون مع الروم، والمشركون مع الفرس، فأنزل الله تعالى :{ الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) }[الروم]

2/ أخبر النبي عليه السلام بأنه في آخر الزمان ستقع ملحمة كبرى بعد قيام الخلافة الراشدة، بحيث سيتحالف الروم مع المسلمين لمقاتلة عدو من المشرق وهم الصين ومن والاهم من فرس إيران، وعدوا معهم من وراء الروم، وهم الروس.

روى ذو مخمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" تصالحون الروم صلحا آمنا وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم، [أو من ورائكم]  ... ،

وفي رواية:" ... فينزلون جيشا منكم وفي مدينتهم فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم وورائهم فتقتلون ذلك العدو، فيفتح الله عز وجل لكم فتنصرفون بما أصبتم من أجر وغنيمة فتنزلون بمرج ذي تلول ...".

وفي رواية :" إن الروم يغزون مع المسلمين فارس، فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم ..."،

وفي رواية :" يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدوا لهم، فيقاسمونهم غنائمهم، ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس، فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم "، 

وقد ذكرت هذه الأدلة بتمامها في كتابي :" أحداث نهاية العالم، وعلامات المهدي القادم"، وذكرت أن عدد القتلى يوميا مليون قتيل بينهم. 

3/ بعد هذه الحرب سيتناقص أهل المشرق الصين وحلفاءهم ويتكاثر الروم حتى تقوم الساعة وهم الأكثر عددا، وإليك بيان ذلك، مع بيان أنهم هم الأسرع إفاقة بعد المصائب:

المسألة الخامسة: من هو الأسرع إفاقة بعد المصيبة، ومن هو الأبقى والأكثر حتى قيام الساعة؟ وبيان أن ذكر محاسن قوم لا يعني الموالاة:

خرج مسلم في صحيحه (1898) عن موسى بن علي عن أبيه قال: قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا:"

إنهم لأحلم الناس عند فتنة،

وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة،

وأوشكهم كرة بعد فرة،

وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف،

وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك ". اهــ

والحديث صريح في هذا الباب، والله تعالى أعلم وبالله التوفيق.

                             كتبه الطاهر زياني    

تعليقات

https://draft.blogger.com/blog/posts/3654001511298507959

المأثور في القراءة في القبور، وعلى المقبور

البرهان في استحباب القراءة الجماعية للقرآن ، تأليف: الطاهر زياني

الشهب في استحباب حمل العصا في الخطب "، تأليف الطاهر زياني

النُّبذة، في أحكام العصائر والأنبذة "، تأليف: الطاهر زياني

الفرق بين الندبة المشروعة، والاستغاثة الممنوعة: الطاهر زياني

البراهين الجِياد، على استحباب التكبير الجماعي أيام العشر والأعياد الطاهر زياني

فتح المجيد في أدلة أقسام التوحيد كتابة: الطاهر زياني

المنار، في زكاة الفطر والمال والدينار، والزروع والثمار، وحسابها بالتدقيق في العصر الحديث الكاتب: الطاهر زياني

جمع الأخبار، في بقاء الجنة وزوال النار

الترويح في عدد صلاة التروايح كتابة: الطاهر زياني