المختصر من تاريخ الكنعانيين البربر

هذا الجزء مختصر من كتابي الكبير :" المختصر من تاريخ البشر، والكنعانيين البربر


بسم الله وبعد:

تُعد الحضارة الكنعانية من أعرق الحضارات وأوسعها في العالم، والتي امتدت من لدن زمن كنعان بن حام بن نبي الله نوح، إلى بداية تشتتهم زمن الموحدين من بني إسرائيل بقيادة يوشع عليه السلام، ثم نبي الله داوود وسليمان، ثم استئصالهم في الشام زمن ملكهم شيشناق، وفيما يلي ذِكْر أنسابهم وبلدانهم وهجراتهم وحروبهم إلى زمن تشتتهم.

ذكر الناجين من الطوفان الكبير من أبناء نوح مع بيان نسلهم:

بعد الطوفان الكبير، واستواء السفينة على الجودي، نـجّى الله تعالى أربعةً من ولَد نوح عليه السلام، كان لثلاثةٍ منهم الولد وهُم: يافث وسام وحام، ومن نسلهم كانت البشرية، كما قال رب البرية : {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)} [الصافات].

خرج عبد الله بن وهب – في جامعه ر25- بسنده الصحيح عن سعيد بن المسيب قال: ولد نوح ثلاثة: سام، وحام، ويافث، فولد سام العرب وفارس والروم، وفي كل هؤلاء خير، وولد حام السودان والبربر والقبط، وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج "، ومن طريقه خرجه ابن سعد([1])والحاكم([2]).

وخرجه البزار في مسنده والسمعاني([3]) عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة، ولا خير فيهم، وولد لحام القبط والبربر والسودان ".

وله شاهد من حديث سمرة، لكن اختُلِف فيه، هل الروم من نسل يافث؟ أم أن الترك من نسل يافث؟ 

فرواه سعيد بن أبي عروبة وشعبة وابن عياش عن قتادة بأن الروم من بني يافث:

كما خرج الترمذي في سننه وحسّنه، في سننه 3231 عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم».

بينما رواه الطبراني في الشاميين 2645 عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه  وسلم قال: «سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الترك».

وهذه الرواية هي الموافقة لحديث أبي هريرة، وغيره، ومشهور النسب وكلام التوراة([4]) والمؤرخين.

قال الإمام الحسن الصفدي([5]):" وكان قد ولد لنوح عليه السلام خمسة من ولد: سام، وحام، ويافث، ويخطون، ويام الغريق.

فأمّا «يخطون» فإنه ما أعقب، وأمّا سام، وحام، ويافث، فجميع البشر منهم ومن أولادهم، فقسّم نوح عليه السلام الأرض لأولاده الثلاثة:

فأعطى سام: اليمن، والحجاز، والشام، والروم، والعراق، فهو أبو العرب، والروم، وفارس.

وأعطى حام: مصر، والغرب، وبلاد السودان، فهو أبو القبط، والبربر، والسودان.

وأعطى يافث: بلاد الترك وما وراء السدّ، ويأجوج ومأجوج، فهو أبو الترك ...".

ذكر أبناء حام بن نوح عليه السلام:

ورد في التوراة([6]) أن حام بن نوح عليه السلام كان شريرا يتأمل في عورة والده نوح السكير، وأنه أول من أحدث الشرك والمعاصي...، وأن نوحا عليه السلام دعا عليه أن يُسوِّد بنيه ويجعلهم عبيدا لبني سام، فكان من نسله الحبش والسود كلهم...

وهذا القول فيه عنصرية مخالفة لمنهج القرآن الذي لا يفرق بين الأبيض والأسود وجنس من غيره، إلا بالتقوى.

فأما الحاميون فينتسبون ل: حام بن نوح الذي سكن "حماة" وبه سُميت، ثم وُلد لحام ولدان، وقيل له ثالث اسمه بيصر، على اختلاف في الرابع والخامس وهما: مازيغ وكوش هل هما حفيداه؟ أم ابناه المباشريْن؟

ويحتمل أن يكون له ثلاثة أبناء، لهم عدة تسميات بسب اختلاف النطق واللغات وهم: 

الولد الأول: مصرايم بن حام ويقال له يبصر:

ذكروا أنه أسمر عريض الوجه أبو الأقباط المصريين، وقد يكون هو قوط نفسه.

لكن ورد التفريق بين فوط ومصرايم في التوراة([7]) وأن بني حام: كوش ومصرايم وفوط وكنعان.

فأما بيصر فهو مذكور عند المؤرخين المسلمين، فيحتمل أن يكون هو مصرايم نفسه المذكور في التوراة:

فقد خرج ابن عبد الحكم([8]) عن ابن عباس قال:" فولد بيصر بن حام أربعة، مصر بن بيصر وهو أكبرهم والذي دعا له نوح صلوات الله عليه بما دعا له، وفارق بن بيصر، وماح بن بيصر، وياح بن بيصر".

وفي رواية له:" فولد مصر أربعة: قفط بن مصر، وأشمن بن مصر، وأتريب بن مصر، وصا بن مصر".

قال ابن عباس:" ثم إن بيصر بن حام توفّى واستخلف ابنه مصر، وحاز كلّ واحد من إخوة مصر قطعة من الأرض لنفسه، سوى أرض مصر التي حاز لنفسه ولولده. فلمّا كثر ولد مصر وأولاد أولادهم، قطع مصر لكل واحد من ولده قطيعة يجوزها لنفسه ولولده، وقسم لهم هذا النيل...".

الولد الثاني: فوط أو قوط:

يحتمل أنه نفسه فوحا أو مصراويم أبو القبط، فيكون له عدة أسماء.

وقيل هو شخص آخر، وهو أبو الهند والسند والقوط الإسبان، وقيل السودان، على ما ذكره المسعودي([9]).

بينما ذكر المؤرخ ابن إسحاق([10]) أن :" ولد فوطٍ القبطُ وفيهم سبعة عشر لسانا".

الولد الثالث: كنعان بن حام:

كنعان شخصيتان:

أولاهما كنعان بن نوح، والمسمى أيضا: يام، وهو الابن الوحيد لنوح الذي كفر بالله وكان من المغرقين، ولم يُعقب،

والثاني: حفيد نوح، وهو كنعان بن حام بن نوح، حيث أسلفنا أنه لما أنجى الله نوحا وذريته، وبنيه الموحدين، تناسل منهم: سام وحام ويافث،

ثم كان من ذرية حامٍ: كلٌّ من: مصراويم أو بيصر، وفوط، ويقال كوش، وكذلك كنعان المذكور، وقد كان كنعان هذا أكثرُ نسلا وعددا من سائر ولد حام، حتى تسمت الشام كلها باسم كنعان.

الفرع الرابع: مازيغ بن حام:

ذكر أبو الفداء([11]) وابن الوردي([12]) أنه من ولد حام مباشرة، وأن كنعان هو ابن مازيغ بن حام بن نوح، لكن الذي عليه أهل التحقيق أنه حدث لهما قلب في النسب، لأن المشهور: أن مازيغ هو ابن كنعان بن حام وليس العكس.

الفرع الخامس: كوش بن حام:

وسيأتي ذكره، وأنه هو كوش بن كنعان بن حام.

التعريف بالكنعانيين وبداية أمرهم، وسبب تسميتهم بالكنعانيين:

أُطْلِقَ الكنعانيون على طائفتين من الناس، مما أدى إلى الاشتباه بينهما عند الكثير من الناس، وهاك التفصيل:

الإطلاق الأول: الكنعانيون الساميون:

لقد شاع عند بعض المتأخرين، إطلاق لقب الكنعانيين، على أبناء سام الساميين، وفي هذا الإطلاق نظر كبير، ذلك أن الكنعانيين مشهورون بأنهم من أبناء كنعان بن حام بن نوح، فلعله تصحّف عند بعضهم فقلبوا الحاء سينا.

ويحتمل أن يكون نسبة الساميين إلى بني كنعان، أن يكون كنعان شخص آخر متأخر من نسل سام، وهو غير كنعان بن حام بن نوح المشهور المتقدم،

يؤيد ذلك ما قيل مِن أن الكنعانيين هم نسل العمالقة العرب من أولاد كنعان بن عمليق.

فقد نقل ابن الوردي عن المؤرخ ابْن الْأَثِير:" بَنو كنعان من ولد سَام، ولسام أَوْلَاد مِنْهُم: لاوذ وللاوذ فَارس، وجرجان، وطسم، وعمليق أَبُو العماليق وَمِنْهُم الْجَبَابِرَة بِالشَّام والفراعنة بِمصْر، وسكنت بَنو طسم الْيَمَامَة إِلَى الْبَحْرين، وَمن ولد سَام أَيْضا أرم بن سَام، ولأرم أَوْلَاد مِنْهُم جاثر ...".

ونسب الطبري هذا القول إلى ابن إسحاق، حتى زعم بأن الفراعنة أيضا منهم، فقال([13]):" عمليق أبو العماليق كلّهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر منهم، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، ومنهم كانت الفراعنة بمصر "، ثم ذكر العرب.

وقد تكاثر النقل عن المؤرخين، على أن الفراعنة عند جماهير المؤرخين، من نسل مصرايم بن حام، وأن جبابرة الشام من نسل كنعان بن حام، ولا علاقة لهم بنسل عمليق العربي.   

إلا أن يكون حدث لبعضهم اختلاط مع بني كنعان بن عمليق على ما ذكره مبارك الميلي([14]) لما قال:" الفينيقيون أمة سامية من ولد كنعان بن عمليق بن لاوذ بن سام ابن نوح عليه السلام "

ومن المعلوم أن العماليق من نسل أبناء عاد: الذين استوطَن شقٌّ منهم قديما جنوب الشام وجزيرة العرب، ثم استولوا على سائر البلاد، ومن نسلهم قوم عاد وثمود وشعيب ويعرب بن قحطان ..

ولا يُعرف أي دليل، ولا عن أي نسابة، أنه ينسِب هؤلاء صراحةً إلى الكنعانيين إلا ما أسلفنا والله أعلم.  

والأشهر في نسبة هؤلاء أنهم من العماليق، تمييزا بينهم وبين الكنعانين أبناء كنعان بن حام بن نوح كما سيأتي.

ثم إن العماليق من العرب البائدة المنقرضة: ذلك أنه لما تملك شداد بن عمليق بن عاد زمن النبي هود وجّه إلى ديار حام: ابنَ عمه الوليد بن عمليق بن دومع ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح، فقام الوليد بغزو بني حام.

وكان عَلَى بني حام وقتئذ ملكةٌ يقال لها بطريا أخت حوريا التي بنى لها جبير المؤتفكي العملاقي مدينة الإسكندرية، فوصل الوليد بن عمليق إليها وغلب على ملكها وقتلها، ثم تملك مصر، وهو الذي بنى الأهرام على أحد الأقوال ولما مات ولي مصر ابنه الريان بن الوليد بن عمليق"،([15]).

ولما أهلك الله قوم عاد، ورثهم الموحدون لعدة أجيال حتى ظهر الشرك وكفرت ثمود فأهلكهم الله ثم ورثهم الموحدون من قوم ثمود لأجيال أخرى ثم زالت حضارتهم وبادت.

وتسمية هؤلاء بالكنعانيين تسمية حديثة غير مشهورة في التاريخ، بل هم العمالقة، لأن الأشهر بنسبة الكنعانيين هم أبناء كنعان بن حام الأقدمون.

وعلى فرض وجود جنس متأخر من سلالة كنعان بن عمليق بن عاد، فهم ليسوا مشهورين بهذه التسمية.

فقد قال مبارك الميلي في تاريخ الجزائر جامعا بين الروايتيْن:" فيستفاد منه أن كنعان الذي ينسبه العرب إلى عمليق، غير كنعان ابن حام، وأن الخلاف بين مؤرخي العرب والإسرائيليين إنما هو في نسب كنعانيي الشام: هل هم من كنعان بن عمليق؟ أم من كنعان ابن حام ؟

والأرجح الذي صححه النقاد كابن خلدون والدينوري والعصامي والسلاوي وغيرهم كثير كما هو مبين، مع كلام التوراة على أن كنعانيي الشام هم أولاد كنعان بن نوح أبو الأمازيغ، وأن مملكة كنعان كانت في الشام وبلاد المغرب غربا.

فقال مبارك الميلي:" ويظهر من كلامه –ابن خلدون- في موضع آخر أنه يؤيد قول مؤرخي بني إسرائيل حيث قال في الكلام على أبناء كنعان بن حام: إن منه أمة كانت بالشام، وانتقلوا عندما غلبهم عليه يوشع إلى افريقية فأقاموا بها، ومنه أمة كانت ببيت المقدس، وهربوا أمام داوود عليه السلام حين غلبهم عليه إلى افريقية والمغرب، وأقاموا بها، والظاهر أن البربر من هؤلاء المنتقلين أولا وآخرا، إلا ان المحققين من نسابتهم على أنهم من ولد مازيغ بن كنعان، فلعل مازيغ ينتسب إلى هؤلاء".

الإطلاق الثاني: الكنعانيون الحاميون البربر، وأمكانهم:

وهم الأقدم والأشهر بهذه التسمية.  

وينتمون إلى كنعان بن حام بن نوح عليه السلام، وإذا أُطلق لفظ الكنعانيين فهم المراد بهذا الإطلاق، ثم اشتهر بهذا الاسم أبناء مازيغ بن كنعان، ثم أبناء كوش بن كنعان بن حام على أحد القولين، وإلا فقد قيل بأن كوش من ولد حام مباشرة.

وعند عامة المؤرخين من العرب والبربر وغيرهم، أنّ مِن نسل مازيغَ أتى البرابرةُ الجبارون الذين سكنوا بالشام قديما وسموها كنعان، ثم ارتحل قسم منهم إلى المغرب، ثم لما ظهر بنو إسرائيل صاروا يقاتلونهم ويؤذونهم، إلى أن تمكن الموحدون من بني إسرائيل زمن يوشع، الذي قتل ملكهم يابين، عندها تم ترحيل قسم آخر من الكنعانيين غربا إلى بلاد البربر بقيادة الافريقش، ولما توفي يوشع بأمد، رجع الكنعانيون إلى كنعان، وتمكنوا من اليهود وقتّلوهم حتى زمن ملكهم الجالوت الجبار، الذي هزمه نبي الله داوود، ثم سليمان، حيث فرّوا مرة أخرى إلى المغرب في موطنهم الثاني.

ثم غزاهم نبي الله سليمان في عقر دارهم الكنعانية غربا، وقتل ملك البربر وتزوج ابنته:

جاء في موقوف ابن عباس قال:" ولحق قوم من بني كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشاءموا إليها، وكانت الشأم يقال لها أرض بني كنعان، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها فكانت الشأم لبني إسرائيل".

ونقل الدينوري([16]) عن نبي الله سليمان:" وإنه غزا بلاد المغرب: الأندلس، وطنجة، وفرنجة، وإفريقية، ونواحيها من أرض بني كنعان بن حام بن نوح، وعليهم ملك جبار عات، عظيم الملك، فدعاه إلى الإيمان بالله، وخلع الأنداد، فتمرد عليه، فقتله، وأصاب ابنة له من أجمل الناس، فتسراها، ووقعت منه موقعا لطيفا ".

وذكر مبارك الميلي عن المؤرخ ابن خلدون قوله:" ومؤرخو بني إسرائيل يقولون إن الكنعانيين الذين كانوا بالشام هم من كنعان بن حام، وأن العمالقة من ولد العيص بن اسحاق بن إبراهيم، وقال في سياق أبناء حام: ومنهم كنعان باتفاق".

وقال ابن خلدون ([17]) عن الكنعانيين أبناء حام:" وأما الأمم الذين كانوا بالشام لذلك العهد، فأكثرهم لبني كنعان. وقد تقدّمت شعوبهم، وبنو أروم أبناء عمّون، وبنو مؤاب أبناء لوط، وثلاثتهم أهل يستعير وجبال الشراة وهي بلاد الكرك والشوبك والبلقاء، ثم بنو فلسطين من بني حام ويسمى ملكهم جالوت وهو من الكنعانيين منهم"،

وذكر ابن خلدون أيضا:" وزعم هشام بن محمد الكلبي أن الفلّ من الكنعانيين بعد يوشع احتملهم أفريقش بن قيس بن صيفي من سواحل الشام، في غزاته إلى المغرب التي قتل فيها جرجيس الملك، وأنه أنزلهم بإفريقية، فمنهم البربر وترك معهم صنهاجة وكتامة من قبائل حمير انتهى".

وبوّب المسعودي باب :" أنساب البربر"، ذكر فيه:" وقد تنازع الناس في بدء أنساب البربر... ونزل ولد كنعان بن حام- وهم الأغلب من ولد كنعان- بلاد الشام، فهم الكنعانيون، وبهم تعرف تلك الديار، فقيل: بلاد كنعان ".

فظهر بهذا أن كنعان لا تُطلق إلا على نسل كنعان بن حام.

دولة كنعان أولاد حام وتوسع بلادهم:

كانت الدولة الكنعانية ممتدة في حماة وضواحيها، نسبة إلى أبيهم حام، ثم توسعت في بلاد الشام: من فلسطين ولبنان وسوريا وحماة والأردن حتى بلاد الفرس، ثم ذهب جماعة من أولاد مازيغ بن كنعان غربا، إلى شمال افريقية حيث أسسوا بالمغرب دولة كنعانية أخرى، وهي امتداد لدولتهم الأولى، وقد تبعتها عدة هجرات اختيارية وأخرى إجبارية كما سنبين في الهجرات والإجلاءات الكنعانية إلى بلاد المغرب، والتي بدأت من ليبيا إلى أقصى المغرب ثم بلاد الأندلس.

وفي المشرق توسعت دولتهم في بلاد الفرس حتى بلاد السند والهند على ما ذكره ابن حزم وغيره في معرض مناقشته دعوى اليهود في تملكهم ما بين دجلة إلى نهر النيل، حيث ذكر بأنهم لم يتملكوا أصلا هذه المنطقة لأنها كانت تحت حكم الكنعانيين من أبناء سودان أو بربر.

فقال متسائلا:" وَأَيْنَ يَقع مَا بَين مصب النّيل عِنْد تنيس وَبَين الْفُرَات وَمن آخر الأندلس على سَاحل الْبَحْر الْمُحِيط وبلاد البربر كَذَلِك إِلَى آخر السَّنَد وكابل مِمَّا يَلِي الْهِنْد وَمن سَاحل الْيمن إِلَى ثغور أرمينية وأذربيجان فَمَا بَين ذَلِك ".

وأضاف:" وَفِي السودَان ملك عَظِيم جدا وممالك شَتَّى كغانة والحبشة والنوبة والهند والتبت".

ثم بدأت دولتهم تنحصر بعد مهلك النمرود بن كنعان الذي حكم العالم كما في بعض الآثار حتى تراجعوا إلى مناطقهم، واستمروا في الإقامة بكنعان الشام حتى هزيمة جالوت زمن نبي الله داوود كما سنذكر.     

وهذا الإسم أطلقه الكنعانيون على بلدهم، نسبة إلى أبيهم كنعان بن حام بن نوح، كما أطلقه عليهم غيرهم من المؤرخين والشعوب.

حيث ذكر الباحثون أنهم وجدوا نص الملك أدريمي ملك الالاخ وهي المملكة الكنعانية الأمورية، وأنهم أطلقوا هذا الاسم على أنفسهم.

كما أن التوراة مملوءة بهذه التسمية، حيث يؤكد اليهود أنه قد حدثت بينهم وبين الكنعانيين أبناء كنعان بن حام حروب طويلة ولذلك يلعنونهم كثيرا في التوراة([18]), 

وكذلك أطلق المؤرخون بلاد كنعان على بلاد الشام شرقا، وبلاد البربر غربا، ونسبوهما إلى بني كنعان بن حام:

الإطلاق الأول: بلاد كنعان الشرقية بالشام:

وهي جميع بلاد الشام المذكورة آنفا، حيث كان أبناء كنعان بن حام، يقطنون بحماة التي نزلها حام وبه سُميت، ثم قام بنو كنعان بالاستلاء على جميع بلاد الشام من بني سام، ثم سموا البلد ب "كنعان"

خرج ابن سعد([19])  عن محمد بن السائب قال:" ... ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسُميت حيث تيامنوا إليها، ولحق قوم من بني كنعان بن حام بالشام، فسُميت الشام حيث تشاءموا إليها، وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها، فكانت الشام لبني إسرائيل، ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم، ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام ".

وكذلك أطلق المتقدمون لفظ كنعان على أرض الشام فيما خرجه الطبري([20]) عن بن إسحاق عن سالم أبي النضر أنه حدث أن موسى لما نزل في أرض بني كنعان من أر ض الشام ..."، 

وخرج ابن عساكر([21])  عن عباس بن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال:" وخرج إبراهيم من حران يؤم أرض بني كنعان حتى عبر الفرات إلى الشام فانحرف لسانه عن السريانية إلى العبرانية، وإنما سميت العبرانية لأنه تكلم بها حين عبر الفرات ومضى حتى أتى أيْتَمُلك ملك بني كنعان بالشام وعظيمهم الذي يدين له عظماؤهم يومئذ، وكان ينزل عين الجر من أرض البقاع من حد دمشق، وكانت الشام يومئذ منسوبة إلى فلسطين".

وبوّب المسعودي([22]):" باب نسب البربر قائلا: ونزل ولد كنعان بن حام- وهم الأغلب من ولد كنعان- بلاد الشام، فهم الكنعانيون، وبهم تعرف تلك الديار، فقيل: بلاد كنعان"

وأكد ذلك في موطن آخر قائلا([23]):" ذكر كنعان بن حام: هو أكبر ولد حام وهو أول من غير دين نوح عليه السلام، وألقى العداوة بينه وبين بني جده من الجبابرة والكنعانيين الذين كانوا بالشام...

قال:" وفيما يقال أن كنعان الأصغر رتبهم في ناحية الشام والجزيرة ومن ولده فوسطن وصبرا ونهما وسمساوس، ومن ولده نبيط، والنبيط هو السواد وقيل سموا بذلك لأنهم استنبطوا الأرض وعمروها وكانوا اصحاب عمارة وتدبير".

الإطلاق الثاني: بلاد كنعان الغربية في بلاد البربر:

وهي امتداد لبلاد كنعان الشرقية، رحلوا إليها في عدة هِجرات جماعية، أولاها بعد زمن نبي الله نوح، بحثا عن الخصوبة والسعة...  تبعتها عدة هجرات أخرى، إلى إجلائهم يعيد زمن نبي الله موسى بقيادة يوشع عليه السلام، ثم لما رجعوا من بعده أجلاهم نبي الله داوود فسليمان مرة أخرى إلى بلاد البربر غربا. 

حيث أخبر الصولي البكري([24]):" أن الشيطان نزغ بين بني حام وبني سام، فانجلى بنو حام إلى المغرب ونسلوا به وقال أيضا: إن حام لما اسودّ بدعوة أبيه فرّ إلى المغرب حياء واتبعه بنوه وهلك عن أربعمائة سنة. وكان من ولده بربر بن كسلاجيم فنسل بنوه بالمغرب ..".

ومر قول الدينوري عن نبي الله سليمان:" وإنه غزا بلاد المغرب: الأندلس، وطنجة، وفرنجة، وإفريقية، ونواحيها من أرض بني كنعان بن حام بن نوح، وعليهم ملك جبار عات، عظيم الملك، فدعاه إلى الإيمان بالله، وخلع الأنداد، فتمرد عليه، فقتله، وأصاب ابنة له من أجمل الناس، فتسراها، ووقعت منه موقعا لطيفا ".

والنقول كثيرة بل متواترة في تقرير هذا الأمر يطول تقصيها، كما ذكر غير واحد من المؤرخين الدولتيْن الكنعانيتيْن معا، الأولى بالشام والثانية ببلاد البربر غربا:

فمن ذلك ما أخرجه عمر بن أحمد بن العديم([25]) عن الفضل بن العباس الانصاري عن أبيه قال: أُتي معاوية بن أبي سفيان بشيخ كبير قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فما ينظر إلا ما رفع باليد، فسأله عن أشياء ذكرها، وذكرها له، وذكر له وقال: فكانت أرض الشام لسام بن نوح وبه سميت شاما، فحولهم عنها ولد حام، وذكر من ولد حام كنعان بن حام وقال:

وولد كنعان بن حام: صيدون بن كنعان، وحاث بن كنعان، واليبوسي بن كنعان، والروادي بن كنعان، والصماري بن كنعان، والحماني بن كنعان، والحواني بن كنعان، حل هؤلاء كلهم وهم بنو كنعان السواحل من أنطاكية، والساحل كله من صيدا وطرابلس وحمص وأرض القدس والغور إلى عمل البثنية، وهم الذين قتلهم يوشع بن نون وأجلاهم إلى بلاد المغرب ".

وقال ابن الوردي([26]):" بَنو كنعان هم أهل الشَّام، سكنه سَام واسْمه فِي العبرانية بالشين الْمُعْجَمَة فَسُمي بِهِ، وَقيل تشاءمت بِهِ بَنو كنعان وكنعان بن ماريع بن حام بن نوح وَهُوَ من جملَة المتفقين على بِنَاء الصرح فَلَمَّا بلبل اللَّهِ ألسنتهم فِي أَوَاخِر سنة سِتّمائَة وَسبعين للطوفان وَتَفَرَّقُوا نزل كنعان الشَّام فِي جِهَة فلسطين وتوارثها بنوه وكل ملك من كنعان لقب جالوت إِلَى أَن قتل دَاوُد جالوت آخر مُلُوكهمْ واسْمه كلباد عَن البيروني فَتفرق بَنو كنعان وَسكن مِنْهُم طَائِفَة الْمغرب وهم البربر".

وذكر المؤرخ السلاوي([27]) :" وَاعْلَم أَن الْخلاف فِي نسب البربر طَوِيل وَقد تركنَا جله اختصارا وأشبه هَذِه الْأَقْوَال بِالصِّحَّةِ مَا نَقَلْنَاهُ أَولا مِمَّا يدل على أَن جيل البربر من ولد حام وَأَنَّهُمْ جيل قديم قد سكنوا الْمغرب عِنْدَمَا تناسلت ذُرِّيَّة نوح عَلَيْهِ، وانتشرت الخليقة على وَجه الأَرْض ثمَّ تلاحقت بهم بَقِيَّة بني كنعان من الشَّام عِنْدَمَا أجلاهم يُوشَع بن نون عَلَيْهِ السَّلَام أَولا ثمَّ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام ثَانِيًا".

وكذلك نقل أبو حنيفة الدينوري عن نبي الله سليمان" وإنه غزا بلاد المغرب: الأندلس، وطنجة، وفرنجة، وإفريقية، ونواحيها من أرض بني كنعان بن حام بن نوح، وعليهم ملك جبار عات، عظيم الملك، فدعاه إلى الإيمان بالله، وخلع الأنداد، فتمرد عليه، فقتله، وأصاب ابنة له من أجمل الناس، فتسراها، ووقعت منه موقعا لطيفا".

وأخبر أبو الفداء في تاريخ البشر:" بني كنعان وهم أهل الشام، قال ابن سعيد: وإِنما سمي الشام شاماً لسكنى سام بن نوح به، وسام اسمه بالعبرانية شام، بشين معجمة، وقيل تشأمت به بنو كنعان، هو ابن مازيغ بن حام بن نوح، وكان كنعان من جملة الذين اتفقوا على بناء الصرح، فلما بلبل الله تعالى ألسنتهم في أواخر سنة ستمائة وسبعين للطوفان، وتفرقوا، نزل كنعان في الشام ونزل في جهة فلسطين، وتوارثها بنوه، وكان كل من ملك من بني كنعان يلقب جالوت، إِلى أن قتل داود جالوت آخر ملوكهم، وكان اسمه كلياد عن البيروني ذكر ذلك في أواخر كتاب الجواهر، فتفرقت بنو كنعان وسار منهم طائفة إلى المغرب وهم البربر".

الكنعانيون في اللغة:

يرى بعضهم بأن اسم كنعان مشتق من كلمة كناجي Kanaggi والتي تعني بالحورية: الصبغة الأرجوانية أو القرمزية التي اشتهر بصناعتها الكنعانيون .

وأما في العربية فإن لفظة "كنع أو تَكَنَّع كنوعا: وهو التقبض والتشنج وكذلك التحصن والتجهز للانقضاض، والرجل الكنيع المتقبض،([28])

فهل لهذه المعاني علاقة بشخصية الكنعانيين؟ كل شيء وارد والله أعلم، وتأثير الأسامي على المسميات شيء معروف. 

نسبة الكنعانيين إلى كنعان بن حام بن نوح، وبيان ولده، ومواطنهم:

كان لكنعان بن حام ذرية كثيرة:

أشهرهم النوبيون والسودان والحبش، والزغاوة والأمازيغ الذين طُردوا أخيرا إلى المغرب باتفاق بين المؤرخين كما أسلفنا وسنزيد:

ففي التوراة([29]) أن كنعان ولد صيدون، بكرة واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والأروادي والصماري والحماني، وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعانيّ".

ويلاحظ بأن هذه المذكورات عبارة عن ألقاب لهم، وأما المؤرخون المسلمون:

فقد ذكر عمر بن أحمد بن العديم([30]):" ... وولد كنعان بن حام: صيدون بن كنعان، وحاث بن كنعان، واليبوسي بن كنعان، والروادي بن كنعان، والصماري بن كنعان، والحماني بن كنعان، والحواني بن كنعان، حل هؤلاء كلهم وهم بنو كنعان السواحل من أنطاكية، والساحل كله من صيدا وطرابلس وحمص وأرض القدس والغور الى عمل البثنية، وهم الذين قتلهم يوشع بن نون وأجلاهم الى بلاد المغرب ".

وخرّج الطبري وابن طاهر([31])  عن إمام السير والتواريخ محمد بن إسحاق قال:" وولد كنعان السودان ونوبة وفزان والزنج وزغل وزغاوة وبربر".

ونقل شهاب الدين النويري([32]):" ذكر أبو المنذر النسابة أن كنعان بن حام أعقب من حماة وحمص: واروادودي، وطرابلس، وصيدون، وهي صيداء، وحاث، ونفوسة، وهوارة، ومزاتة، وامورا، وكركاسي ، ومزانة من البربر".

وفيما يلي أشهر فروع كنعان بن حام: 

الفرع الأول: الحماني بن كنعان بن حام:

والحماني لقب لأنه بقي في حماة فنسب إليها على ما ذكره ابن العديم([33])، وإنما سميت حماة نسبة لحام بن نوح عليه السلام. 

وأما إسمه فالله أعلم به.

الفرع الثاني: كلسوخيم بن كنعان بن حام بن نوح أبو الفلسطنيين:

ومن ولده: فلشتيم أو فلستين، الذي جاء من نسله الفلست وبه سميت فلسطين، حيث رحلت أكثر ذريته قديما إلى الأناضول وجزيرة كريت، ولم يعودوا إليها حتى حوالي سنة 2300 ق م.

وإنما سميت فلسطين فيم بعد باسمهم لما تغلبوا عليها.

قال السمعاني([34]):" وقيل سميت فسلطين بفلشتان ويقال فلشتيم بن كلسوخيم بن كنعان بن حام بن نوح فعربته العرب ".

ويقال بأن كسلوخيم هو ابن صدقيا السابق، فقد قال ابن الفقيه([35]):" وسمّيت فلسطين بفيلسين بن كسلوخيم بن صدقيا ابن كنعان بن حام بن نوح النبي (عليه السلام)".

الفرع الثالث: صدقاء أو صدقيا ويقال صيدا بن كنعان بن حام بن نوح: الذي سكن صيدا، وله ابن سماه صيدون، الذي به سميت صيدا على ما ذكره محمد أمين الحموي([36]) وابن عساكر([37]) وكذلك ذكر ابن القطامي: سميت بصيدون ابن صدقا بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام، وهو أول من عمرها وسكنها".

ويقال بأن من نسله السودان، وعليه: فيكون أسود مثل أخيه: كوش بن كنعان الذي من نسله الحبش النوبيين على ما نقله السمعاني([38]):" وقيل: السودان من بني صدقيا بن كنعان بن حام "، وقيل أن السودان أبناء كنعان مباشرة كما في:

الفرع الرابع: سودان بن كنعان:

ذكره أبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودي([39]):" مملكة الزنج، وهم على البحر المالح، ولهم ممالك واسعة، وهم من ولد سودان بن كنعان، ولهم أيضاً ملوك عدة وممالك، واسم ملكهم الأكبر كوخه يكون بموضع يقال له نكد "،

ويقال بأنهم من ولد زنجي بن كوش كما سيأتي.

الفرع الخامس: كوش أو حوش بن كنعان، وغيره من السود، وبيان من هم؟

يرجع هذا الجنس إلى بني حام عليه السلام اتفاقا، ثم نسله من أبناء كوش من النوبيين والزنوج الحبشة والسودان، لكن اختلف المؤرخون في كوش، هل هو ابن حام مباشرة أم حفيده من كنعان؟:

كما اختلفوا في شخصين: نوبة أبو النوبيين: هل هو من ولد كوش بن كنعان هذا، أم هو من ولد كنعان مباشرة؟ 

وكلك سوادن هل هو ابن كوش بن كنعان؟ أم ابن كنعان مباشرة.

الشق الأول: ذكر كوش: هل هو ابن كنعان بن حام، أم هو ابن حام مباشرة؟

المذهب الأول: أن كوش أو حوش هو ابن حام مباشرة:

حيث نقل ابن حزم عن اليهود([40]) أن :" بَنو حام" كوش ومصرايم وفوحا وكنعان ..".

ونقل الطبري في تاريخه عن ابن إسحاق قال:"  وأما حام بن نوح فولد له كوش ومصرايم وقوط ".

ونقل ابن طاهر([41]) عن ابن إسحاق فيما حكى عن أهل التوراة ..... ونكح حام بن نوح حل بنت يارب بن لدرمسيل بن محويل بن أخنوخ بن قين بن آدم فولدت له ثلاثة نفر: كوش وفوط وكنعان.

قال:" فولد كوش الحبشة والسند والهند،

وولد كنعان السودان ونوبة وفزان والزنج وزغل وزغاوة وبربر.

وولد فوط القبط وفيهم سبعة عشر لسانا "اهـ. 

المذهب الثاني: أن كوش هو ابن كنعان بن حام:

وهذا هو الذي ذكره الأكثرون، لأن السودان والنوبة النوبيين والكلدانيين هم أنفسهم أبناء كوش.

ومن المعلوم أن كوش أبو النوبيين الذي من نسله النمرود، وهو من ولد كنعان بن حام، فيكون أخًا لمازيغ بن كنعان بن حام. 

فقد نسب ابن سعد([42]) والمسعودي وغيرهما النمرود قائلين:" النمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح - عليه السلام-".

وحكى السهيلي أنه: النمروذ بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح ، وكان ملكاً على السودان "، 

وخرج أبو نعيم([43]) عن إبراهيم بن محمد النحوي قال: "... نمروذ بن كوش بن كنعان بن حام"،

وقال بعض النسابة ابن سنحاريب بن كنعان بن كوش بن حام على ما ذكره المقريزي([44])

ونسبه المسعودي:" نمروذ بن كنعان بن سنجاريب بن نمروذ الأول بن كوش بن حام بن نوح "،

وذكروا أنه تولى بعد الجبار الضحاك بن أندر الذي يزعم الفرس أنه منهم، بينما يزعم أهل اليمن أنه منهم، وكان جبارا حتى قتله أفريدوم.

فلربما استغل النمرود هذا الصراع وبنى دولته، حتى حكم قرابة الأربعة قرون كما قيل.   

وفي قول النسابة بأن نسب النمرود هو بن كنعان بن سنحاريب بن كوش بن كنعان بن حام، فإن هذا يوافق رواية التوراة التي تزعم بأن النمرود أدرك زمن نوح، وأن بينهما زمن يسير.

إلا أن هذا السند والنسل فيه سقط كثير عند المحققين، لتطاول الزمن بين نبي الله إبراهيم ونوح، والذي قدره علماء الأحفوريات وعلم التحاليل بملايين السنوات.

وهذا التقدير موافق للنصوص القرآنية كقوله تعالى:{ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)} [الفرقان]

وقال: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ} [مريم 74].

مع العلم بأن معدل عمر الشخص الواحد كان يصل الألف سنة وقتئذ.

ومما يدل على السقط في النسل اختلافهم في تحديد آبائه، فبعضهم يزيد وبعضهم ينقص، وبعضهم يذكر في السند نمرودا آخر وهو من آبائه: 

ولما هلك النمرود تملّك العراقَ ابنُه هرمسُ الثاني واسمه كلودا، وبه تسمى الكلدانيون وهذا بعد زمن النمرود، وهو من بنى مدينة بابل زمن البلبلة بعد النمرود، ويقال بأن النمرود هو من بناها.

الشق الثاني: أولاد كوش:

من نسله السود والشديدي السمرة، وهم النوبيون والحبش والأفارقة.. ويقال: السودان والهند والسند، ثم ظهر الكلدانيون أبناء النمرود.

حدّث المسعودي([45]):" ولما تفرق ولد نوح في الارض سار ولد كوش بن كنعان نحو المغرب حتى قطعوا نيل مصر، ثم افترقوا فسارت منهم طائفة مُيَمِّنة بين المشرق والمغرب وهم النوبة والبجة والزنج، وسار فريق منهم نحو المغرب وهم أنواع كثيرة نحو الزغاوة والكانم ومركه وكوكو وغانة وغير ذلك من أنواع السودان والدمادم، ثم افترق الذين مضوا بين المشرق والمغرب، فصارت الزنج من المكير والمشكر وبربرا وغيرهم من انواع الزنج، وقدمنا فيما سلف عند ذكرنا للبحر الحبشي، الخليج البربري وما عليه من أنواع السودان واتصالهم في ديارهم الى بلاد الدهلك والزيلع وناصع، ..."

وقد مر أن جنس البربر من بني عمومة كوش بن كنعان لا أنهم منهم.

ونقل ابن حزم([46]) عن اليهود:" بَنُو كوش: وصبان وزويلة ورغاوة ورعمة وسفتخا، وَبَنُو رعمة السَّنَد والهند ".

ثم قال:" وَفِي السودَان ملك عَظِيم جدا وممالك شَتَّى كغانة والحبشة والنوبة والهند والتبت".

وذكر غير ابن حزم أن: حويلا الذين قطنوا بواحات مصر والسودان منهم وبهم سُميت الواحات، وأن سبا بن كوش هو أبو الحبش.

وذكر ابن خلدون وغيره أن:" الحبش من ولد حبش بن كوش بن حام، والنوبة من ولد نوبة بن كوش بن كنعان بن حام فيما قاله المسعودي"،

وأن الزنج من ولد زنجي بن كوش،

الفرع السادس: نوبة: هل هو ابن كوش بن كنعان أم ابن كنعان مباشرة. 

ذكر السمعاني([47]) النوبة فقال :" هذه النسبة إلى بلاد النوبة وهو السودان، وهو النوبة بن حام وقيل: الزنج والحبش والنوبة وزغاوة وفزان هم ولد رغيا بن كوش بن حام.

الفرع السابع: زغاوة أبناء كنعان:

قيل هم من نسل كوش بن كنعان، وقيل أبناء كنعان مباشرة، وقيل من نسل سودان بن كنعان، وقيل من نسل مازيغ، وبينهم وبين الزواغة الأمازيغية تشابه كبير في الرسم:

والصواب أنهم أخلاط كنعانية من مختلف أبناء كنعان هؤلاء، والله أعلم، اتحدوا قديما وأسسوا ممالك خاصة بهم، ولذلك يتحدون جميعا في الملابس والتلثم والعادات والتقاليد وتقارب اللهجات.

روى الطبري عن ابن إسحاق قال:" ونكح كنعان بن حازم بن نوح أرتيل ابنة بتاويل بن ترس بن يافث بن نوح فولدت له الأساود نوبة وفزان والزنج والزغاوة وأجناس السودان كلها".

وذكر ابن طاهر([48]) عن ابن إسحاق قال:" وولد كنعان السودان ونوبة وفزان والزنج وزغل وزغاوة وبربر".

وروى أبو خيثمة في تاريخه ر720 عن الإمام ابن إسحاق قال : وكنعان بن حام بن نوح أبو نوبة وفران والزنج وزغاوة وأجناس السودان كلها ".

والزغاوة أجناس منهم التوارق الأمازيغ وغيرهم، تمتد بلادهم من السودان إلى صحاري أقصى المغرب جنوبا في الصحراء إضافة إلى قبائل النيجر ومالي وتشاد، وهم أبناء عمومة الأمازيغ أبناء كنعان بن حام، ارتحلوا قديما إلى تلك الصحاري:

كما قال المسعودي: ولما تفرق ولد نوح في الأرض سار ولد كوش بن كنعان نحو المغرب حتى قطعوا نيل مصر، ثم افترقوا فسارت منهم طائفة مُيَمِّنة بين المشرق والمغرب وهم النوبة والبجة والزنج، وسار فريق منهم نحو المغرب وهم أنواع كثيرة نحو الزغاوة والكانم ومركه وكوكو وغانة وغير ذلك من أنواع السودان والدمادم، ثم افترق الذين مضوا بين المشرق والمغرب، فصارت الزنج من المغير والمشكر وبربرا وغيرهم من أنواع الزنج، وقدمنا فيما سلف عند ذكرنا للبحر الحبشي، الخليج البربري وما عليه من أنواع السودان واتصالهم في ديارهم إلى بلاد الدهلك والزيلع وناصع، وهؤلاء القوم أصحاب جلود النمور الحمر وهي لباسهم"،

وأورد ابن خلدون([49]) في الطبقة الثانية من صنهاجة وهم الملثمون وما كان لهم بالمغرب من الملك والدولة هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثّمون الموطنون بالقفر وراء الرمال الصحراويّة بالجنوب، أبعدوا في المجالات هنالك منذ دهور قبل الفتح لا يعرف أوّلها. فأصحروا عن الأرياف ووجدوا بها المراد وهجروا التلول وجفوها، واعتاضوا منها بألبان الأنعام ولحومها انتباذا عن العمران، واستئناسا بالانفراد، وتوحشا بالعز عن الغلبة والقهر.

فنزلوا من ريف الحبشة جوارا، وصاروا ما بين بلاد البربر وبلاد السودان حجزا، واتخذوا اللثام خطاما تميزوا بشعاره بين الأمم، وعفوا في تلك البلاد وكثروا. وتعدّدت قبائلهم من كذالة فلمتونة فمسوقة فوتريكة فناوكا فزغاوة ثم لمطة إخوة صنهاجة كلّهم ما بين البحر المحيط بالمغرب إلى غدامس من قبلة طرابلس وبرقة.

وللمتونة فيهم بطون كثيرة منهم بنو ورتنطق وبنو زمال وبنو صولان وبنو ناسجة، وكان موطنهم من بلاد الصحراء يعرف كأكدم وكان دينهم جميعا المجوسيّة شأن برابرة المغرب. ولم يزالوا مستقرّين بتلك المجالات حتى كان إسلامهم بعد فتح الأندلس، وكانت الرئاسة فيهم للمتونة. واستوسق لهم ملك ضخم مذ دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل توارثه ملوك منهم: تلاكاكين وورتكا اوراكن بن ورتنطق جد أبي بكر بن عمر أمير لمتونة في مبتدإ دولتهم، وطالت أعمارهم فيها إلى الثمانين ونحوها، ودوّخوا تلك البلاد الصحراويّة وجاهدوا من بها من أمم السودان وحملوهم على الإسلام، فدان به كثيرهم. واتّقاهم آخرون بالجزية فقبلوها منهم وملك عليهم بعد تلاكاكين المذكور ثيولوثان".

الفرع الثامن: برّ أو بربر بن كنعان:

قيل هو ابن كنعان مباشرة، لكن ذهب الأكثرون إلى أن التسمية ببربر متنوعة عبر سلسلة النسب من أبناء كنعان بن حام.

فأما شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري([50]): فإنه قال:" ومن النسابين من يلحق لواتة وهم ولد برّ بالبربر هذا بن كنعان بن حام".

لكن هذا يحتمل أن يكون منقولا باختصار، أو أنه قد سقط من النسل رجلان فأكثر كما هو معروف من عادة النسابين.

لأن الأشهر أن بربر هو من نسل مازيغ بن كنعان والله أعلم.

وقد توافقت هذه التسمية النسبية بالمعنى اللغوي والتاريخي، ذلك أن معنى البربرة عند العرب :" الكلام والصوت الغير المفهوم"، والبربار الكثير الصوت والتمتمة

فقد نقل المسعودي والطبري والسهيلي وغيرهم كثير على أن يوشع بن نون عليه السلام لما انتصر على البربر الكنعانيين طردهم من الشام وبيت المقدس، ووكّل بطردهم الملكَ العربيَّ الإفريقش فاتح إفريقية، فلما وصل بهم إلى بلاد المغرب تعجّب من كلامهم الغريب وقال: ما هذه البربرة !، ثم أنشد في ذلك شعرا

بربرت كنعان لما سقتها من أراضي الضنك للعيش الخصيب

الفرع التاسع: مازيغ بن كنعان: ويقال له: مازغ، وماريع مارع، وكلها أسماء متقاربة الرسم، ويسمى أيضا: بديان:

ذكرنا سابقا أنهم هم الأشهر بهذه التسمية الكنعانية، وطنوا قديما بلاد كنعان الشامية، ثم انتقل الكثير منهم غربا إلى ليبيا وما وراءها إلى أقصى المغرب في عدة هِجرات اختيارية وإجبارية مشهورة.

منها الهجرة الأولى بعد نبي الله نوح، تلتها هجرات أخرى، إلى أن أجلاهم يوشع بن نون إلى المغرب، ثم رجعوا حتى أجلاهم نبي الله داوود وسليمان.

قال المسعودي([51]):" وأن فخذا من ولد كنعان بن حام ساروا نحو بلاد افريقية وطَنْجة من أرض المغرب، فنزلوها، وزعم هذا القائل أن البربر من ولد كنعان بن حام".

وقد أنجب مازيغ تاملا، وكنعان وكداد ويقال بربر أيضا: :

ثم وُلد لتاملا: بر أو بربر أيضا،

وولد لكداد، هرسق ومن ورائه هود ثم بربر ثم مادغيس بن بربر أبو الزيانيين.

وقد تكاثرت التسمية ببربر في نسل مازيغ حتى اشتهروا بالبربر.   

وذكر أبو المجد المغيلى، وعلي بن حزم وغيرهما: أن زناتة من نسل مادغيس بن هود بن هرسق بن كداد بن مازيغ. وذكروا أن ضرى هو ابن وزجيج بن مادغس بن بر

وأما كنعان: فمن ولده بربر والله أعلم:

لأن مازيغ الأنزل هو مازيغ بن هراك بن هرك بن برا بن بربر بن كنعان بن حام على ما ذكره ابن حزم أيضا كما نقله عنه ابن خلدون.  

وعليه فالبربر أو الأمازيغ نسبة إلى أحد أجدادهم بربر بن ... بن مازيغ بن كنعان بن حام:

وذكر أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي([52]): باب فيمن ملك البلاد الشامية:" - ملوكها من الكنعانيين- وهم بنو كنعان بن مازيع بن حام بن نوح عليه السلام، وقيل هم من ولد سام ابن نوح. وكان كنعان قد نزل الشأم بجهة فلسطين عند تبليل الألسنة بعد الطوفان، وتوارثها بنوه بعد ذلك، وكان كل من ملك منهم يلقب بجالوت إلى أن انتهى الملك إلى رجل منهم اسمه كلياذ، وهو جالوت الذي قتله داود عليه السلام، وبقتله تفرق بنو كنعان وباد ملكهم وزال".

وقال عمر بن مظفر بن الوردي([53])::" وَولد لحام أَيْضا ماريغ ولماريغ كنعان، وَبَنُو كنعان كَانُوا أَصْحَاب الشَّام حَتَّى غزتهم بَنو إِسْرَائِيل نَقله ابْن سعد".

وحكى نشوان بن سعيد الحميرى اليمني([54] قصة محاربة البربر ليوشع:" والقاتل لهم من بقايا القوم الجبارين من بني مارع بن كنعان بن حام بن نوح "،

ونقل أبو الفداء([55]):" وولد لحام أيضاً مازيغ، وولد لمازيغ كنعان، وبنو كنعان كانوا أصحاب الشام حتى غزتهم بنو إسرائيل ، كذا نقل ابن سعيد".

وقال أيضا :" بني كنعان: وهم أهل الشام، قال ابن سعيد: وإِنما سمي الشام شاماً لسكنى سام بن نوح به، وسام اسمه بالعبرانية شام، بشين معجمة، وقيل تشأمت به بنو كنعان، هو ابن مازيغ بن حام بن نوح، وكان كنعان من جملة الذين اتفقوا على بناء الصرح، فلما بلبل الله تعالى ألسنتهم في أواخر سنة ستمائة وسبعين للطوفان، وتفرقوا، نزل كنعان في الشام ونزل في جهة فلسطين، وتوارثها بنوه، وكان كل من ملك من بني كنعان يلقب جالوت، إِلى أن قتل داود جالوت آخر ملوكهم، وكان اسمه كلياد عن البيروني ذكر ذلك في أواخر كتاب الجواهر، فتفرقت بنو كنعان وسار منهم طائفة إلى المغرب وهم البربر".

فكل هذه النقول وغيرها مما ذكرت وما لم أذكر تجنبا للإطالة كلها تدل على أن كون البربر من أبناء مازيغ بن كنعان، وقد قرر المؤرخ الكبير ابن خلدون ذلك فقال:" والحق الّذي لا ينبغي التعديل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح كما تقدم في أنساب الخليفة، وان اسم أبيهم مازيغ وإخوتهم أركيش وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام، وملكهم جالوت سمة معروفة له. وكانت بين فلسطين هؤلاء وبين بني إسرائيل بالشام حروب مذكورة. وكان بنو كنعان وواكريكيش شيعا لفلسطين، فلا يقعن في وهمك غير هذا، فهو الصحيح الّذي لا يعدل عنه. ولا خلاف بين نسابة العرب أن شعوب البربر الّذي قدمنا ذكرهم كلهم من البربر إلا صنهاجة وكتامة. فإن بين نسابة العرب خلافا والمشهور أنهم من اليمينية ".

وكذلك أكد ذلك مبارك الميلي قائلا([56]):" والصحيح من هذه الروايات كلها انهم حاميون من مازيغ بن كنعان ابن حام. هذا الذي صححه ابن خلدون قائلا: "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم انهم من ولد كنعان بن حام بن نوح وان اسم ابيهم مازيغ".

وقال ابن خلدوان في تاريخه :" والظاهر أنّ البربر من هؤلاء المنتقلين أوّلا وآخرا إلا أنّ المحققين من نسابتهم على أنهم من ولد مازيغ بن كنعان فلعل مازيغ ينتسب إلى هؤلاء."

واعتمد كاريت رأي ابن خلدون: أن البربر أمة مستقلة منذ أجيال عديدة. وقال الجنرال دوماس: "ان لنا أدلة كثيرة على ان البربر من كنعان. نكتفني منها بدليل واحد: احد اعقاب حام يدعى مازيغ، والى يومنا هذا يسمى البربر انفسهم امازيغ. الا يكون هذا التواطؤ بين الاعلام مفتاحا لاصل البربر؟ ".

وقال أيضا:" والصحيح عند حذاق النسابين أن البرانس والبتر جميعا من ولد مازيغ ابن كنعان بن حام".

ولا تزال جبال البرانس "بيريني" باسبانيا دليل توسع نفوذهم قديما. 

وفي التعريف بالبربر مبحث يطول ليس هذا موضعه وبالله التوفيق([57]).



([1])  الطبقات الكبرى1/43 المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد (230هـ) المحقق : إحسان عباس الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة : 1 - 1968 م

([2])  المستدرك على الصحيحين 4/509 المؤلف: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله ابن البيع (المتوفى: 405هـ)تح: مصطفى عبد القادر عطا الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة الأولى، 1411

([3])  الأنساب: عبد الكريم بن محمد السمعاني (562هـ) تح: عبد الرحمن المعلمي الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الطبعة: الأولى، 1382 هـ - 1962 م  

([4])  سفر التكوين الإصحاح العاشر

([5])  نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك «ص43ـ»

المؤلف: الحسَن بن أبي محمّد العبّاسي الصَّفَدِي (المتوفى: بعد 717 هـ) الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م

([6])  سفر التكوين الإصحاح التاسع

([7])  التكوين الإصحاح العاشر

([8])  فتوح مصر والمغرب لعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، أبو القاسم المصري (المتوفى: 257هـ) الناشر: مكتبة الثقافة الدينية عام النشر: 1415 هـ

([9])  مروج الذهب 2/123 على بن الحسين المسعودي (ت346 هـ) تح: أسعد داعر دار الهجرة

([10])  البدء والتاريخ 3/27 للمطهر بن طاهر المقدسي (المتوفى: نحو 355هـ) مكتبة الثقافة الدينية

([11])  المختصر في أخبار البشر 1/11/96 المؤلف: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (المتوفى: 732هـ) المطبعة الحسينية المصرية الطبعة: الأولى عدد الأجزاء: 4

([12])  تاريخ ابن الوردي (1/83) عمر بن مظفر ابن الوردي (المتوفى: 749هـ) الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت الطبعة: الأولى، 1417هـ - 1996م عدد الأجزاء: 2

([13]) تاريخ الأمم والملوك 1/125محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية– بيروت ط1 ، 1407

([14]) تاريخ الجزائر في القديم والحديث  1/129 المؤلف: مبارك بن محمد الميلي الجزائري (المتوفى: 1364هـ)

الناشر: المؤسسة الوطنيّة للكتاب بالجزائر عام النشر: 1406هـ - 1986م عدد الأجزاء: 2

([15]) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 1/161عبد الملك بن حسين العصامي (ت1111هـ) تح: عادل أحمد - علي محمد دار الكتب العلمية بيروت ط 1/ 1419 هـ

 

([16]) الأخبار الطوال ص 21 أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت: 282هـ) تح: عبد المنعم عامر

الناشر: دار إحياء الكتب العربي الطبعة: الأولى، 1960 م

([17])ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر 2/100 المؤلف: عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون (ت: 808هـ) مح: خليل شحادة. دار الفكر، بيروت .الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م

([18]) سفر التكوين. 26 . 9:25 /

([19]) الطبقات الكبرى 1/45 محمد بن سعد بن منيع (ت: 230هـ) تح: إحسان عباس دار صادر

([20])في تاريخه 1/258

([21]) في تاريخ دمشق 69/182

([22])في مروج الذهب 2/123

([23])في أخبار الزمان 87 أبو الحسن على بن الحسين المسعودي (المتوفى: 346هـ) دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع-بيروت عام النشر: 1416هـ-1996م

([24]) تاريخ ابن خلدون 6/123

([25])بغية الطلب في تاريخ حلب 1/527 المؤلف: عمر بن أحمد بن هبة الله ابن العديم ( 660هـ) مح: سهيل زكار الناشر: دار الفكر عدد الأجزاء,

([26]) تاريخ ابن الوردي 1/83

([27]) الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 1/119 شهاب الدين أبو العباس أحمد بن خالد السلاوي (ت: 1315هـ) مح: جعفر الناصري/ محمد الناصر دار الكتاب - الدار البيضاء

 

([28]) المحكم والمخصص لابن سيده والصحاح للجوهري.... مادة" كنع"

([29])تسفر التكوين : 15 ...  

([30])تاريخ حلب 1/527 للمؤلف عمر بن أحمد بن العديم

([31])  البدء والتاريخ 3/27

([32]) نهاية الأرب في فنون الأدب2/306  شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري 

([33])في تاريخ حلب 1/150

([34]) الأنساب 4/397

([35]) البلدان ص 153

([36]) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4/14.

([37])في تاريخه 1/21.

([38])في الأنساب5/530

([39]) أخبار الزمان ص 90

([40]) التكوين الإصحاح العاشر

([41])البدء والتاريخ 3/26 المطهر بن طاهر المقدسي (ت 355هـ) مكتبة الثقافة الدينية بور سعيد

([42])في الطبقات 1/44

([43])في تاريخ أصبهان 1/65

([44])في لمواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 1/365.

 

([45]) في مروج الذهب 1/422.

([46]) في الفصل 1/99

([47])في الأنساب 5/530

([48])في البدإ والتاريخ 3/27 

([49]) تاريخ ابن خلدون 6/241  

([50]) نهاية الأرب في فنون الأدب 2/306 شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري

دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1424 هـ - 2004 م ط 1

([51])في مروج الذهب 2/123

([52])في كتاب : صبح الاعشى في صناعة الإنشا

([53]) في تاريخه 1/11

([54]) خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابع

([55]) المختصر في أخبار البشر  عماد الدين إسماعيل بن علي

 ([56])في تاريخ الجزائر 1/89

 

 ([57]) ذكرت ذلك من كتابي:" الشامل المختصر في تاريخ البشر والبربر" الذي اختصرت منه هذا المقال.

 


تعليقات

https://draft.blogger.com/blog/posts/3654001511298507959

المأثور في القراءة في القبور، وعلى المقبور

البرهان في استحباب القراءة الجماعية للقرآن ، تأليف: الطاهر زياني

الشهب في استحباب حمل العصا في الخطب "، تأليف الطاهر زياني

النُّبذة، في أحكام العصائر والأنبذة "، تأليف: الطاهر زياني

الفرق بين الندبة المشروعة، والاستغاثة الممنوعة: الطاهر زياني

البراهين الجِياد، على استحباب التكبير الجماعي أيام العشر والأعياد الطاهر زياني

فتح المجيد في أدلة أقسام التوحيد كتابة: الطاهر زياني

المنار، في زكاة الفطر والمال والدينار، والزروع والثمار، وحسابها بالتدقيق في العصر الحديث الكاتب: الطاهر زياني

جمع الأخبار، في بقاء الجنة وزوال النار

الترويح في عدد صلاة التروايح كتابة: الطاهر زياني