المـنّـة فيما ورد في لغة أهل الجنة

 

                          المـنّـة فيما ورد في لغة أهل الجنة

                                  

                                  الظاهر زياني

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله وبعد:

بسم الله وبعد:

فهذا مبحث متعلق بكلام أهل الجنة هل هو عربي أم سرياني؟ حيث لم يرد في الباب أصل صحيح، ولو كان أمرا مهما لما أغفله نبي الإسلام، ولما ترك روايته الثقات الأثبات، لتتلقفها الواهيات والمنكرات، وإن كانت أظهر الأدلة وأقواها أنّ لسان الناس يوم القيامة هو بالسريانية اللغة الأم للبشرية والله أعلم.         وقد قسمته على النحو التالي: 

المبحث الأول: من قال بأن كلام أهل الجنة عربي وذكر أدلته:

المبحث الثاني: ما ورد في اللسان السرياني:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الأول: من قال بأن كلام أهل الجنة عربي وذكر أدلته:

وقد استدلوا بعدة أدلة كلها باطلة ، وبعضها أبطل من بعض، وما تعددها إلا علامة على زيادة بطلانها ووضعها من بعض الشعوبيين المتعصبين:

دليل أول: حديث ابن عباس:

ورد مرفوعا، وموقوفا، فأما المرفوع، فله طرق:

الطريق الأول:

خرجه الحاكم في المستدرك (4/97) وغيره من طرق عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي –مطين- وغيره قالوا: ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ثنا يحيى بن يزيد الأشعري أنبأ ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي "

وقد اختلف العلماء في هذا الحديث، وهو معلول بأربعة علل:

العلة1/ تفرد العلاء به وهو متروك عند الأكثرين، أو ضعيف عند الآخرين، ما أثنى عليه إلا ابن صالح جزرة، ورواية عن أبي حاتم وابن حبان مع حكمهما على حديثه بالكذب والوضع .

ولذلك قال الألباني:" لعل قول أبي حاتم هذا قبل أن يطلع على روايته للأحاديث المكذوبة، وإلا فتوثيقه لا يتفق في شيء مع تكذيبه لحديثه كما نقله الذهبي عنه "... لكن قد يقال : ما دام أن الحديث له علل كثيرة فجائز أن تكون العلة عند أبي حاتم في غير العلاء هذا والله أعلم".

وأما توثيق ابن حبان له في رواية فهو معارض باتهامه له بالوضع وتفسيره لجرحه، ولذلك قال الألباني: "وتوثيق ابن حبان إياه مع قوله فيما نقله الذهبي عنه "لا يجوز الاحتجاج به بحال"، فيه تناقض ظاهر ، فلعل التوثيق كان قبل الاطلاع على حقيقة أمره والله أعلم، وقد يؤيده قول الهيثمي في المجمع (10/52 ):وفيه العلاء بن عمرو الحنفي و هو مجمع على ضعفه" .

العلة 2/ تفرد يحيى بن بريد أو يزيد الأشعري وهو متفق على ضعفه مثله.

العلة3/ عنعنة ابن جريج، فقد قال الإمام أحمد:" بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها".  

العلة 4/ المخالفة لمن رواه موقوفا،

وأما الاختلاف في الحكم على الحديث:  

1/ فقد قالت طائفة من المتساهلين: هو صحيح وهو قول الحاكم في المستدرك والسيوطي.

وقال الحافظ السلفي :" هذا حديث حسن " .

نقل ذلك عنه ابن تيمية في الاقتضاء ص 76 ثم قال:" فما أدري : أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ؟

قال الألباني: "وغالب الظن أنه أراد الثاني، وبه جزم في" الفيض " لكنه عزاه لابن تيمية

مع أن كلامه كما رأيت لا يدل على جزمه بذلك، و على كل حال فإني أستبعد جدا أن

يستحسن السلفي إسناد هذا الحديث، مع أن أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا ، وقد

حكم بوضعه غير واحد من الأئمة الذين سبقوه مثل أبي حاتم و العقيلي دون أن يخالفهم في ذلك أحد ممن يوثق بعلمه ".

2/ وقالت طائفة: هو حديث ضعيف، قاله العراقي، وقال الهيثمي (10/ 52): "وفيه العلاء بن عمرو الحنفي، وهو مجمعٌ على ضعفه".

3/ وأما الحفاظ وأهل الحديث فقالوا: بل هو حديث كذب موضوع لا أصل له كما مضى.

قَالَ الحافظ الْعقيلِيّ في الضعفاء في ترجمة العلاء: مُنكر لَا أصل لَهُ"، وأقره ابن حجر.

وقال ابن أبي حاتم في العلل 2641- وسألت أبي عن حديث ... فسمعت أبي يقول : هذا حديث كذب ".

وقال الحافظ محمد بن الحسين إبراهيم الأبري السجستاني في مناقب الشافعي:"  هذا باطل، ويحيى بن بريد ضعفوه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث".

وكذلك قال الذهبي متعقبا تصحيح الحاكم.، وقال في الميزان(3/ 103) من ترجمة العلاء: هذا موضوع".

قال الذهبي: بل يحيى ضعّفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي وليس بعمدة". أهـ. وقال في "الميزان": "هذا موضوع".

وقال السيوطي في الموضوعات:" وَتعقب الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره الطَّرِيقَيْنِ بِأَن يَحْيَى ضعفه أَحْمَد وَغَيره والْعَلَاء لَيْسَ بعمدة وَمُحَمَّد بْن الْفضل مُتَّهم فَلَا يصلح للمتابعات وَقَالَ وأظن الحَدِيث مَوْضُوعا ".

وقال ابن تيمية متعقبا من حسنه:" وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال العقيلي:" لا أصل له " وقال ابن حبان : " يحيى بن يزيد يروي المقلوبات عن الأثبات فبطل الاحتجاج به ".

وإن كان قد ذكره في الثقات فإنه على سبيل التوهم والخطإ  أو قبل الاطلاع على أمره كما قال الألباني في الضعيفة:" و توثيق ابن حبان إياه مع قوله فيما نقله الذهبي عنه لا يجوز الاحتجاج به بحال

فيه تناقض ظاهر ، فلعل التوثيق كان قبل الاطلاع على حقيقة أمره ، والله أعلم ".

وقال البخاري عن يحيى بن يزيد الجزري: لم يصح حديثه ،

طريق 2/

قال الحاكم بعده حدثناه أبو عبد الله محمد بن بطة الأصبهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا محمد بن الفضل عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احفظوني في العرب لثلاث خصال لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي» قال الحاكم رحمه الله تعالى: «حديث يحيى بن يزيد، عن ابن جريج حديث صحيح، وإنما ذكرت حديث محمد بن الفضل متابعا له"،

قال الذهبي:" أظن الحديث موضوعا "، وهو كذلك لأن محمد بن الفضل وضاع كذاب، ولا يبعد أن يكون يحيى بن بريد قد سرقه عن يحيى بن بريد.

إضافة إلى أن الحديث ورد موقوفا من كلام ابن عباس:

طريق 3 موقوف/

قال ابن أبي الدنيا في صفة الجنة 216 - حدثني هارون حدثنا محمد بن عمر أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عن أبيه عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ ".

ولم يصح أيضا سليمان مجهول، والواقدي فيه كلام لا يقبل إلا في أحاديث السير والمغازي.

طريق 4/ أنه قد ورد مرفوعا بغير زيادة اللغة المنكرة:

قال أبو نعيم في صفة الجنة حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو العباس الهروي، ثنا عباد بن الوليد ثنا جعفر بن جسر بن فرقد القصاب، ثنا أبي عن أبي رجاء عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن أهل الجنة شباب مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين سنة، لا يبولون، ولا يتغوطون، وإنما هو جشاء، ورشح كرشح مسك، يخرج من جلودهم، على ميلاد عيسى عليه السلام".  ولم يصح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دليل ثاني: حديث أنس:

قال أبو بكر بن أبي الدنيا في صفة الجنة: حدثنا القاسم بن هاشم حدثنا صفوان بن صالح حدثني داود بن [أبي] الجراح العسقلاني حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنةِ الجنةَ على طول آدم، ستين ذراعا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى، ثلاث وثلاثين، وعلى لسان محمد جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُونَ ".

فيه علل:

العلة1/ الانقطاع لأن هارون لم يسمع من أنس فهو منقطع، وقيل قد سمع منه.

العلة2/ داود بن أبي الجراح أو ابن الجراح العسقلاني، وهو رواد مختلط، قال عنه الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: هو مضطرب الحديث محله الصدق تغير حفظه قبل موته"، وقال البخاري:" كان قد اختلط، لا يكاد أن يقوم حديثه"،  

العلة3: مخالفة الثقات له في السند وفي الزيادة كما سنذكر.

العلة4 و 5/ الاختلاف فيه  على صفوان، والتفرد بزيادة" بلسان محمد " وهي منكرة.

فقد ورد هذا الحديث من غير طريق، ومن رواية غير أنس، لكن ليس فيها ذكر لزيادة:" بلسان محمد"،

وأما في حديث أنس كذلك رواها الثقات من أصحاب الأوزاعي من غير الزيادة التي تفرد بها رواد المختلط كما خالف ف  ي ها في السند وتلك الزيادة في المتن.

فأما الاختلاف في سنده عن صفوان:

1/ فرواه القاسم عنه عن رواد كما مضى.

2/ بينما رواه أبو طاهر عن عبد العزيز بن علي بن أحمد ثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا صفوان بن صالح [حدثنا عمر بن عبد الواحد] قال: سمعت الأوزاعي يحدث عن هارون بن رئاب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين، جردا مكحلين، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة، فيكسون منها ثيابا لا تبلى ثيابهم ولا يفني شبابهم»

ولم يذكر الزيادة وجعله عن عمر بن عبد الواحد وهو الصواب كما في هذه المتابعة التامة لصفوان عن عمر:.

3/ قال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قالا حدثنا عمر عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين، جردا مردا مكحلين، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم"، هذا هو الصحيح من حديث أنس بغير ذكر اللغة.

نقله ابن كثير في التفسير وخرجه عنه أبو الشيخ في العظمة : 3/1079 رقم « 582 » وأبو نعيم في صفة الجنة، والمقدسي في الأحاديث المختارة : 7/265-266 رقم « 2716 » و « 2717 ».

وخرجه البخاري في التاريخ الكبير : 8/219 ، قال هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن هارون بن رئاب عن أنس ابن مالك يرويه قال أهل الجنة شباب جرد مرد مكحولون ينتهي بهم إلى شجر الجنة فيكسون منها ثيابا، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم "، وهو الصحيح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حديث ثالث: أبو هريرة:

قال أبو نعيم في صفة الجنة 269 - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا إبراهيم بن الهيثم، ثنا الهيثم بن مهلب، ثنا العباس بن الفضل، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كلام أهل الجنة العربية

هذا من كلام الزهري.

ابن المبارك في الزهد 1856 - أنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب قال : « لسان أهل الجنة عربي »

وقال ابن أبي الدنيا بَابُ لِسَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ 215 - حَدَّثَنَا هارون بن سفيان أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ لِسَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ بَلَغَنِي أَنَّهُ عربي".

قال الحافظ السخاوى:" وحديث أبي هريرة مع ضعفه أصح من حديث ابن عباس. ا

الطريق الثاني: 

قال الطبراني في الأوسط 9147 - حدثنا مسعدة بن سعد نا إبراهيم بن المنذر نا عبد العزيز بن عمران ثنا شبل بن العلاء عن ابيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي".

قال: لم يرو هذا الحديث عن شبل إلا عبد العزيز بن عمران تفرد به إبراهيم بن المنذر ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد

قال الهيثمي (10/ 53): "وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو متروك"

وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 298 ) : موضوع، .. قال الذهبي في " المغني " : شبل بن العلاء بن عبد الرحمن ، قال ابن عدي : له مناكير، ..وقال ابن معين فيه : ليس بثقة ، فالحمل في هذا الحديث عليه أولى ،

ولهذا قال الحافظ العراقي في " المحجة " ( 56 / 1 ) : لكن عبد العزيز بن عمران الزهري متروك قاله النسائي و غيره ، و قال البخاري : لا يكتب حديثه ، و على هذا فلا يصح هذا الحديث و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة ( 209 )".

2/ كما أنه مخالف لرواية الثقات عن حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين ، أبناء ثلاثة وثلاثين ، على خلق آدم : ستين ذراعا في عرض سبعة أذرع »،

ولم يذكروا لسان أهل الجنة، كما روى سائر الصحابة وهو الصحيح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الثاني: ما ورد في اللسان السرياني:

دليل أول:

رواه الناس عن إسماعيل بن رافع المدني وهو ضعيف عن محمد بن يزيد بن أبي زياد [عن رجل من الأنصار] عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة، قال: نا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه قال: إن الله لما خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر، .... وفيه:" ثم تنشق عنهم الأرض، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، فتخرجون سراعا إلى ربكم تنسلون، كلكم على سن ثلاثين، واللسان يومئذ سريانية ...".

الدليل الثاني: مركب من آية وحديث:

فأما الآية فهي قول الله تعالى:{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) } [الأنبياء]

وقد صح في الحديث أن الزبر الأولى وبداية خلق البشرية الأولى من لدن آدم إلى نوح عليه السلام كان باللغة السريانية، وقد وعد الله أن يرجع الخلق إلى بدايتهم الأولى وهي السريانية.                                                                      

خرج ابن حبان في الصحيح 94  والخلعي في  فوائده المنتقاة مصححا له  من طرق عن أبي إدريس الخولاني.عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جالس وحده، فقال: "يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما". قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: "مئة أفي وعشر ون ألفأ". قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال: "ثلاث مئة وثلاثة عشر جما غفيرا". قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: "آدم عليه السلام". قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال: "نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا". ثم قال: "يا أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ - وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم- ونوح. وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد". - صلى الله عليهم أجمعين-. قلت: يا رسول الله، كم كتابا أنزله؟ قال: "مئة كتاب، وأربعة كتب: أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان" (

وخرجه الشجري بلفظ:" ثم قال: " يا أبا ذر، أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم، وشيث، وخنوخ، وهو إدريس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أول من خط بالقلم، ونوح صلى الله عليه،   وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيكم صلى الله عليهم، فأول الأنبياء آدم، وآخرهم محمد، وأول نبي من بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى، وبينهما ألف نبي "، قلت: يا نبي الله، كم أنزل الله من كتاب؟ قال: «مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة سريانية، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان» ، قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: " كانت أمثالا كلها "،

الأثر الثالث: أثر الشعبي:

قال أبو بكر في المصنف (6/122) حدثنا جرير عن بيان عن الشعبي قال: «كلام الناس يوم القيامة السريانية». هذا أثر صحيح مقطوع، له حكم الرفع  في كون مرسلا.                        

الحديث الرابع: حديث أبي أمامة رضي الله عنه:

قال أبو بكر حدثنا معتمر بن سليمان عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة، قال: «إن الملائكة الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية الدرية»

هذا حديث حسن  على شرط مسلم إلا كلاما في  جعفر وهو من شرط مسلم.

دليل خامس: مروي عن ابن مسعود ولم يصح:

ذكر القرطبي وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:" يا رسول الله ما أوّل ما يلقى الميت إذا دخل قبره قال يا ابن مسعود ما سألني عنه إلا أنت فأول ما يأتيه ملك اسمه رومان، يجوس خلال المقابر فيقول يا عبد الله اكتب عملك فيقول ما معي دواة ولا قرطاس فيقول هيهات كفنك قرطاسك ومدادك ريقك وقلمك أصبعك فيقطع له قطعة من كفنه ثم يجعل العبد يكتب وإن كان غير كاتب في الدنيا فيذكر حسناته وسيئاته كيوم واحد ) الحديث بطوله ،

قال الهيثمي في فتاويه:" ثم رأيت شيخ الإسلام صالحاً البلقيني أفتى بأن السؤال في القبر بالسرياني لكل ميت"، ثم قال:" ولعله أخذه من الحديث الذي ذكرته ".

ثم تعقبه وجمع بأن المسألة والحساب بالسريانية، فإذا دخلوا  الجنة تكلموا بالعربية، لكن قد مضى بطلان الأحاديث بذلك .                

وقد ورد ذكر الملك رومان في فتنة القبر في بعض الآثار:

أثر 6: مرسل ضمرة:

1/ روى ابْن لال حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي السّري حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ". 

لكن ليس لذكر النبي عليه السلام فيه أصل صحيح وإنما هو من كلام ضمرة.

2/ قال السيوطي في اللآلئ:" قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين قَالَ أَبُو الْحَسَن الْقطَّان فِي الطوالات حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِدْرِيس حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك البعلي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَنْ عُتْبَة بْن ضَمْرَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" فتان الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وسيدهم رُومَان.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك: فَحدث رَجُلًا بِهَذَا مِنَ الْجَهْمِية فَقَالَ نَحْنُ ننكر اثْنَيْنِ جئتنا بأَرْبعَة"،

قال: أَبُو حَاتِم هُوَ الحَافِظ الْكَبِير الْمَشْهُور وَشَيْخه ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وقَالَ مَحَله الصدْق والْوَلِيد منْ رجال مُسْلِم وَهَذَا الْوَقْف لَهُ حكم الرّفْع فَإِن مثله لَا يُقَالُ منْ قبل الرَّأْي فَهُوَ مُرْسل واللَّه أَعْلَم.

3/ وقد تابعه أَحْمَد بْن سَعِيد الْحِمصِي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد عَنْ عُتْبَةَ ابْن ضَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَتَّانُو الْقَبْرِ ثَلَاثَة أنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ ".

                

                           وبالله التوفيق.

تعليقات

https://draft.blogger.com/blog/posts/3654001511298507959

المأثور في القراءة في القبور، وعلى المقبور

البرهان في استحباب القراءة الجماعية للقرآن ، تأليف: الطاهر زياني

الشهب في استحباب حمل العصا في الخطب "، تأليف الطاهر زياني

النُّبذة، في أحكام العصائر والأنبذة "، تأليف: الطاهر زياني

الفرق بين الندبة المشروعة، والاستغاثة الممنوعة: الطاهر زياني

البراهين الجِياد، على استحباب التكبير الجماعي أيام العشر والأعياد الطاهر زياني

فتح المجيد في أدلة أقسام التوحيد كتابة: الطاهر زياني

المنار، في زكاة الفطر والمال والدينار، والزروع والثمار، وحسابها بالتدقيق في العصر الحديث الكاتب: الطاهر زياني

جمع الأخبار، في بقاء الجنة وزوال النار

الترويح في عدد صلاة التروايح كتابة: الطاهر زياني