ما ورد في غزو الهند وفتحها.
بسم الله وبعد:
فقد تنوعت الأحاديث في غزو الهند، فمنها أحاديث مطلقة
لم يُبَيّن زمانها، ومنها أحاديث تبين أن غزوها زمن الدجال، وقد يكون الجمع بينها،
أنه يتم غزوها عدة مرات، لكنها لا تفتح إلا زمن المهدي المنتظر:
قال ابن كثير في "البداية والنهاية":
"وقد غزى المسلمون الهند في أيام معاوية سنة أربع وأربعين، وكانت هنالك أمور،
وقد غزا الملك الكبير الجليل محمود بن سبكتكين صاحب غزنة في حدود أربعمائة بلاد
الهند، فدخل فيها وقتل أسر وسبى وغنم ودخل السومنات وكسر البد الأعظم الذي يعبدونه
واستلب شنوفه وقلائده، ثم رجع سالما مؤيدا منصورا ".
دليل أو الدليل الأول: حديث أبي هريرة:
1/ ما ورد أن غزوها متأخر، مع خروج المهدي
زمن الدجال، ولم يصح:
قال
إسحاق 537 - أخبرنا يحيى بن يحيى، أنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو السكسكي
عن شيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
الهند، فقال: «ليغزون جيش لكم الهند فيفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوك السند
مغلغلين في السلاسل فيغفر الله لهم ذنوبهم فينصرفون حين ينصرفون فيجدون المسيح ابن
مريم بالشام» قال: أبو هريرة رضي الله عنه فإن أنا أدركت تلك الغزوة بعت كل طارد
وتالد لي وغزوتها فإذا فتح الله علينا انصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر يقدم الشام
فيلقى المسيح ابن مريم، فلأحرصن أن أدنو منه فأخبره أني صحبتك يا رسول الله، قال:
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا، وقال: «إن جنة الآخرة ليست كجنة الأولى
يلقى عليه مهابة مثل مهابة الموت يمسح وجه الرجال ويبشرهم بدرجات الجنة».
توبع ابن عياش:
قال نعيم في الفتن 1236 - حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان عن بعض
المشيخة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر الهند
فقال:" ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم مغللين
بالسلاسل يغفر الله ذنوبهم فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام ".
في إسناده هذا الشيخ المبهم...، وقد ورد من طرق أخرى
عن أبي هريرة، من غير تقييد فتح الهند بزمن المهدي المنتظر.
2/ بل قد ورد أن غزوها مطلق:
أ. قال نعيم في الفتن (1237) وأحمد بن حنبل وسعيد بن
منصور: ثنا هشيم، نا سيار أبو الحكم عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال: «وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند، فإن استشهدت كنت من خير
الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر»
جبر بن عبيدة
وثقه ابن حبان، وهو مجهول. وقد توبع:
. قال أحمد (2/369) حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا
البراء عن الحسن عن أبي هريرة قال: حدثني خليلي الصادق رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال :" يكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند، فإن أنا أدركته
فاستشهدت فذاك، وإن أنا فذكر كلمة رجعت وأنا أبو هريرة المحرر قد أعتقني من النار
".
البراء فيه كلام، والحسن عن أبي هريرة في سماعه نظر.
3. وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة
رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى
تقاتلوا خوزا، وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين وجوههم
المجان المطرقة، نعالهم الشعر ".
الدليل الثاني: حديث ثوبان في غزو الهند
مطلقا من غير نقييد بزمن:
فيه متابعتان:
1: أحمد () حدثنا أبو النضر حدثنا بقية حدثنا عبد
الله بن سالم وأبو بكر بن الوليد الزبيدي، عن محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن
عامر الوصابي عن عبد الأعلى بن عدي البهراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عصابتان من أمتي أحرزهم الله
من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم ".
فيه بقية وهو ابن الوليد، صدوق صرح بالتحديث ويسوي،
لكنه قد توبع، وأبو بكر بن الوليد الزبيدي، مجهول، لكن معه عبد الله بن سالم، وهو
ثقة. وقد توبع بقية:
2/ أخرج البخاري في "التاريخ الكبير" 6/72،
والطبراني في "الأوسط" (6737) ، وفي الشاميين (1851) ، والبيهقي في
الكبرى (18/582) عن الجراح بن مليح البهرانى، حدثنا محمد بن الوليد الزبيدى، عن
لقمان بن عامر، عن عبد الأعلى بن عدي البهراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عصابتان من أمتى أحرزهما
الله من النار؛ عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما
السلام".
الأثر الثالث: في فتحها زمن الدجال:
قال نعيم حدثنا الحكم بن نافع عمن حدثه عن كعب قال: يبعث
ملك في بيت المقدس جيشا إلى الهند فيفتحها ويأخذ كنوزها فيجعله حلية لبيت المقدس
ويقدموا علي ملوك الهند مغلوبين يقيم ذلك الجيش في الهند إلى خروج الدجال ".
الأثر الرابع: فتحها زمن الدجال:
قال نعيم 1238 - حدثنا الوليد بن مسلم عن جراح عن أرطاة
قال :" على يدي ذلك الخليفة اليماني الذي تفتح القسطنطينية ورومية على يديه
يخرج الدجال و في زمانه ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في زمانه على يديه تكون
غزوة الهند وهو من بني هاشم غزوة الهند التي قال فيها أبو هريرة
دليل خامس: خراب البلدان، وبيان أن الهند
سييخربون السند، وأن الصين ستخرب الهند:
قال القرطبي في
التذكرة:" وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "وَيَبْدَأُ الخَرابُ فِي
أطْراف الْأَرْضِ حَتَّى تَخْرِبَ مصرُ، وَمِصْرُ آمنةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى
تخربَ الْبَصْرَةُ، وَخَرَابُ الْبَصْرَةِ مِنَ الْغَرَقِ، وَخَرَابُ مِصْرَ مِنْ
جَفَافِ النِّيلِ، وخراب مكة وَخَرَابُ الْمَدِينَةِ مِنَ الْجُوعِ، وَخَرَابُ
الْيَمَنِ مِنَ الجرَاد، وَخَرَابُ الأبلَّة مِنَ الحصارِ، وخرَاب فارِسَ مِنَ
الصَّعاليكِ، وَخَرَابُ التركِ مِنَ الدَّيْلَم، وَخَرَابُ الدَّيْلَمِ مِنَ
الأرْمَن، وَخَرَابُ الْأَرْمَنِ مِنَ الخَزرِ، وخرابُ الْخَزَرِ منَ التُرْكِ،
وَخَرَابُ التُّرْكِ مِنَ الصَّواعِق، وَخَرَابُ السِّنْدِ مِنَ الهِنْدِ،
وَخَرَابُ الْهِنْدِ مِنَ الصِّينِ، وَخَرَابُ الصِّينِ مِنَ الرُّمُل، وَخَرَابُ
الحبشةِ مِنَ الرَّجْفَةِ، وَخَرَابُ الزَوراءِ مِن السُّفْياني، وخراب الروحاء من
الخسف، وخراب العراق من القحط»
قال ابن كثير
:" وهذا الحديث لا يعرف في شيء من الكتب المعتمدة، وأخلق به أن
لا يكون صحيحا، بل أخلق به أن يكون موضوعا، أو أن يكون موقوفا على حذيفة، ولا يصح
عنه أيضا، والله سبحانه أعلم ".
وبالله التوفيق.
تعليقات
إرسال تعليق